ظن اليمنيون ومن خلفهم العالم، أن الحربالتي شنّها المتمردون وقوات المخلوع علي عبدالله صالح على اليمن، لن تكون إلا بدايةلانزلاق البلد في مستنقع الاضطراب اللا متناهي، أسوة ببقية بلدان الشرق الأوسط التيماتزال تعصف بها الاضطرابات والاقتتال الداخلي بإيقاد خارجي منذ سنين؛ غير أن المملكةالعربية السعودية ومليكها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حشدت دولالجوار والجوار البعيد، للدفاع عن اليمن واليمنيين من خلال حفاظها على الاستقرار فيها،ومنعالنشوب اضطراب قد يتسلل إلى دول الخليج. لاينكر دول التحالف العربي الإسلامي المشتركبقيادة المملكة في اليمن ووأد الاحتراب، إلاجاحد أو حوثي أو من عصابة المخلوع المتوهّم. فالتحالف ألجم مغامرة ومقامرة مراهق مران، ووضع حد الكبرياء صالح وعنجهيته،وأنقذ اليمنيين من مما كان يخبئه لهما الوغدين من خلال الاستهداف المباشر لمنظومة الصواريخوأرتالهم العسكرية المتوالية. استنجد الرئيسالشرعي عبدربه منصور هاديبشقيقه خادم الحرمين، ولم يخب رجاءه خصوصا بعد تلقي أجهزةالاستخبارات للدول الخليجيةالشقيقة معلومات قدمتها لهم الحكومة الأمريكية عن رصد أنظمةالمراقبة بالأقمار الصناعيةنقل المتمردين الحوثيين ومليشياتهم لنحو 300 صاروخ أسكودفي اليمن إلى الحدود السعودية،يصل مدى هذه الصواريخ إلى 300 كليو متر، وهو ما يجعلهاقادرة على استهداف العديد منالمدن السعودية. إزاء ذلك لن تقف هذه الدول عاجزة أمام استيلاءالمليشيات المدعومة من إيران علىبلد يقع على حدودها الجنوبية، وينقل صواريخا تشكل تهديدا صريحا على أمنهم واستقرارهم،كما يمثله اضطراب اليمن. وفي دفاع دول الخليجعن نفسها، دفاعا واضحاعن اليمن وأهله من بطش المليشيات الحوثية وقوات صالح البربرية،وقطع دابريهما، وتخليص البلد منهما، تماشيا مع المقاومة الميدانية بعد تمهيد الطيرانوشلّ حركة المتمردين. يحتم علينا ذلك شكرالله جلّ في علاه، ومنبعده قيادات دول التحالف بزعامة خادم الحرمين الشريفين الملكسلمان بن عبدالعزيز، والرئيس هادي، الذين بدأوا بتخليص عدن من شرّ ودنس هذه المليشياتلأرض المدينة الطاهرة، وتوسععمليات التطهير نحو لحج وأبين، ومن ثم بقية المحافظات اليمنيةالأخرى. وتواصل دول التحالف الإسلامي دورهاالفعالفي بدء العمليات الاغاثية المباشرة بعد تطهير مطار عدن، وبناء جسر جوي من الطائراتلانتشال الوضع الصحي الكارثي في مناطق الصراع، تتلوها عمليات البناء والإعمار لتطوىصفحةهذه الحرب، ويطوى الحوثيون وصالح بعدها إلى الأبد. وخصّت المملكة العربية السعوديةنفسها باتخاذ التدابير اللازمة لتصحيح أوضاع المقيمين اليمنيين على أراضيها بطريقةغير نظامية، بعد توجيه الملك السعودي بمنح المقيمين اليمنيين تأشيرات زيارة لمدة ستةأشهر قابلة للتمديدوالسماح لهم بالعمل بعد حصولهم على وثائق السفر من الحكومة اليمنيةالشرعية. وما يدلذلك إلا حرص الجارة الشقيقة ومليكها على استقرار اليمنيين داخلا وخارجا. ولم تقف فوائد هذا التحالف العربي عند اليمنيينوحسب، بل جاءت لتعم المجتمع العربي ككل، بعد أن وافق القادة العرب على مبدأ إنشاء قوةعسكرية عربية مشتركة لمواجهة التحديات، وصيانة الأمن القومي العربي، وفقا للبيان الذيتلاه الأمين العام للجامعة العربية، الدكتور نبيل العربي، أواخر مارس المنصرم.
*رئيس مؤسسة (الحقيقة) للإعلامرئيس التحرير